ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين
بدا لهم : فاعله مضمر، لدلالة ما يفسره عليه، وهو: "ليسجننه"، والمعنى: بدا لهم بداء، أي: ظهر لهم رأي ليسجننه، والضمير في "لهم": للعزيز وأهله، من بعد ما رأوا الآيات : وهي الشواهد على براءته، وما كان ذلك إلا باستنزال المرأة لزوجها، وفتلها منه في الذروة والغارب، وكان مطواعة لها وجميلا ذلولا زمامه في يدها، حتى أنساه ذلك ما عاين من الآيات وعمل برأيها في سجنه، وإلحاق الصغار به كما أوعدته به، وذلك لما أيست من طاعته لها، أو لطمعها في أن يذلله السجن ويسخره لها، وفي قراءة "لتسجننه" بالتاء على الخطاب: خاطب به بعضهم الحسن: العزيز ومن يليه، أو العزيز وحده على وجه التعظيم، حتى حين : إلى زمان، كأنها اقترحت أن يسجن زمانا حتى تبصر ما يكون [ ص: 283 ] منه، وفي قراءة : "عتى حين"، وهي لغة ابن مسعود هذيل، وعن -رضي الله عنه- أنه سمع رجلا يقرأ: "عتى حين"، فقال: من أقرأك ؟ قال: عمر ، فكتب إليه: "إن الله أنزل هذا القرآن فجعله عربيا وأنزله بلغة ابن مسعود قريش، فأقرئ الناس بلغة قريش ولا تقرئهم بلغة هذيل، والسلام".