لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
لقد جاءكم رسول من أنفسكم من جنسكم عربي مثلكم . وقرئ « من أنفسكم » أي من أشرفكم .
عزيز عليه شديد شاق . ما عنتم عنتكم ولقاؤكم المكروه . حريص عليكم أي على إيمانكم وصلاح شأنكم . بالمؤمنين منكم ومن غيركم . رءوف رحيم قدم الأبلغ منهما وهو الرؤوف لأن الرأفة شدة الرحمة محافظة على الفواصل .
فإن تولوا عن الإيمان بك . فقل حسبي الله فإنه يكفيك معرتهم ويعينك عليهم . لا إله إلا هو كالدليل عليه . عليه توكلت فلا أرجو ولا أخاف إلا منه . وهو رب العرش العظيم الملك العظيم ، أو الجسم العظيم المحيط الذي تنزل منه الأحكام والمقادير . وقرئ « العظيم » بالرفع . وعن رضي الله تعالى عنه : أن أبي بن كعب هاتان الآيتان وعن النبي صلى الله عليه وسلم : « آخر ما نزل ما نزل القرآن علي إلا آية آية وحرفا حرفا ما خلا سورة براءة وقل هو الله أحد ، فإنهما أنزلتا علي ومعهما سبعون ألف صف من الملائكة » والله أعلم .