إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون
[ ص: 106 ] إن الذين لا يرجون لقاءنا لا يتوقعونه لإنكارهم البعث وذهولهم بالمحسوسات عما وراءها . ورضوا بالحياة الدنيا من الآخرة لغفلتهم عنها . واطمأنوا بها وسكنوا إليها مقصرين هممهم على لذائذها وزخارفها ، أو سكنوا فيها سكون من لا يزعج عنها . والذين هم عن آياتنا غافلون لا يتفكرون فيها لانهماكهم فيما يضادها والعطف إما لتغاير الوصفين والتنبيه على أن الوعيد على الجمع بين الذهول عن الآيات رأسا والانهماك في الشهوات بحيث لا تخطر الآخرة ببالهم أصلا ، وإما لتغاير الفريقين والمراد بالأولين من أنكر البعث ولم ير إلا الحياة الدنيا وبالآخرين من ألهاه حب العاجل عن التأمل في الآجل والإعداد له .
أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون بما واظبوا عليه وتمرنوا به من المعاصي .