وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين
وقال موسى لما رأى تخوف المؤمنين به . يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا فثقوا به واعتمدوا عليه . إن كنتم مسلمين مستسلمين لقضاء الله مخلصين له ، وليس هذا من تعليق الحكم بشرطين ، فإن المعلق بالإيمان وجوب التوكل فإنه المقتضي له ، والمشروط بالإسلام حصوله فإنه لا يوجد مع التخليط ونظيره إن دعاك زيد فأجبه إن قدرت .
فقالوا على الله توكلنا لأنهم كانوا مؤمنين مخلصين ولذلك أجيبت دعوتهم . ربنا لا تجعلنا فتنة [ ص: 122 ] موضع فتنة . للقوم الظالمين أي لا تسلطهم علينا فيفتنونا .
ونجنا برحمتك من القوم الكافرين من كيدهم ومن شؤم مشاهدتهم ، وفي تقديم التوكل على الدعاء تنبيه على أن . الداعي ينبغي له أن يتوكل أولا لتجاب دعوته