ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب
ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء باقتراح الآيات بعد ظهور المعجزات . ويهدي إليه من أناب أقبل إلى الحق ورجع عن العناد ، وهو جواب يجري مجرى التعجب من قولهم كأنه قال قل لهم ما أعظم عنادكم إن الله يضل من يشاء ممن كان على صفتكم ، فلا سبيل إلى اهتدائهم وإن أنزلت كل آية ، ويهدي إليه من أناب بما جئت به بل بأدنى منه من الآيات .
الذين آمنوا بدل من من أو خبر مبتدأ محذوف . وتطمئن قلوبهم بذكر الله أنسا به واعتمادا عليه ورجاء منه ، أو بذكر رحمته بعد القلق من خشيته ، أو بذكر دلائله الدالة على وجوده ووحدانيته أو بكلامه يعني القرآن الذي هو أقوى المعجزات . ألا بذكر الله تطمئن القلوب تسكن إليه .
الذين آمنوا وعملوا الصالحات مبتدأ خبره طوبى لهم وهو فعلى من الطيب قلبت ياؤه واوا لضمة ما قبلها مصدر لطاب كبشرى وزلفى ، ويجوز فيه الرفع والنصب ولذلك قرئ (وحسن مآب) بالنصب .