ووصى بها إبراهيم بنيه التوصية هي التقدم إلى الغير بفعل فيه صلاح وقربة، وأصلها الوصل يقال: وصاه إذا وصله، وفصاه: إذا فصله، كأن الموصي يصل فعله بفعل الموصى، والضمير في بها للملة، أو لقوله أسلمت على تأويل الكلمة أو الجملة وقرأ نافع « ووصى » والأول أبلغ وابن عامر ويعقوب عطف على إبراهيم، أي ووصى هو أيضا بها بنيه. وقرئ بالنصب على أنه ممن وصاه إبراهيم يا بني . على إضمار القول عند البصريين، متعلق بوصى عند الكوفيين لأنه نوع منه ونظيره:
رجلان من ضبة أخبرانا... أنا رأينا رجلا عريانا
بالكسر، وبنو إبراهيم كانوا أربعة: إسماعيل وإسحاق ومدين ومدان. وقيل: ثمانية. وقيل: أربعة عشر:
وبنو يعقوب اثنا عشر: روبيل وشمعون ولاوي ويهوذا ويشسوخور وزبولون ونفتوني ودون وكوذا وأوشير وبنيامين ويوسف إن الله اصطفى لكم الدين دين الإسلام الذي هو صفوة الأديان لقوله تعالى: فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ظاهره النهي عن الموت على خلاف حال الإسلام، والمقصود هو النهي عن أن يكونوا على خلاف تلك الحال إذا ماتوا، والأمر بالثبات على الإسلام كقولك: لا تصل إلا وأنت خاشع، وتغيير العبارة للدلالة على أن موتهم لا على الإسلام موت لا خير فيه، وأن من حقه أن لا يحل بهم، ونظيره في الأمر مت وأنت شهيد.
وروي أن اليهود قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ألست تعلم أن يعقوب أوصى بنيه باليهودية يوم مات فنزلت.