والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون
والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا هم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المهاجرون ظلمهم قريش فهاجر بعضهم إلى الحبشة ثم إلى المدينة وبعضهم إلى المدينة ، أو المحبوسون المعذبون بمكة بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم بلال وصهيب وخباب وعمار وعابس وأبو جندل رضي الله تعالى عنهم ، وقوله : وسهيل في الله أي في حقه ولوجهه . لنبوئنهم في الدنيا حسنة مباءة حسنة وهي المدينة أو تبوئة حسنة . ولأجر الآخرة أكبر مما يعجل لهم في الدنيا . وعن رضي الله تعالى عنه : أنه كان إذا أعطى رجلا من المهاجرين عطاء قال له خذ بارك الله لك فيه هذا ما وعدك الله في الدنيا وما ادخر لك في الآخرة أفضل . عمر لو كانوا يعلمون الضمير للكفار أي لو علموا أن الله يجمع لهؤلاء المهاجرين خير الدارين لوافقوهم ، أو للمهاجرين أي لو علموا ذلك لزادوا في اجتهادهم وصبرهم .
الذين صبروا على الشدائد كأذى الكفار ومفارقة الوطن ، ومحله النصب أو الرفع على المدح .
وعلى ربهم يتوكلون منقطعين إلى الله مفوضين إليه الأمر كله .