وضرب الله مثلا قرية أي جعلها مثلا لكل قوم أنعم الله عليهم فأبطرتهم النعمة فكفروا ، فأنزل الله بهم نقمته ، أو لمكة . كانت آمنة مطمئنة لا يزعج أهلها خوف . يأتيها رزقها أقواتها . رغدا واسعا .
من كل مكان من نواحيها . فكفرت بأنعم الله بنعمه جمع نعمة على ترك الاعتداد بالتاء كدرع وأدرع ، أو جمع نعم كبؤس وأبؤس . فأذاقها الله لباس الجوع والخوف استعار الذوق لإدراك أثر الضرر ، واللباس لما غشيهم واشتمل عليهم من الجوع والخوف ، وأوقع الإذاقة عليه بالنظر إلى المستعار له كقول كثير :
غمر الرداء إذا تبسم ضاحكا . . . غلقت لضحكته رقاب المال
[ ص: 243 ] فإنه استعار الرداء للمعروف لأنه يصون عرض صاحبه صون الرداء لما يلقى عليه ، وأضاف إليه الغمر الذي هو وصف المعروف والنوال لا وصف الرداء نظرا إلى المستعار له ، وقد ينظر إلى المستعار كقوله :ينازعني ردائي عبد عمرو . . . رويدك يا أخا عمرو بن بكر
لي الشطر الذي ملكت يميني . . . ودونك فاعتجر منه بشطر
استعار الرداء لسيفه ثم قال فاعتجر نظرا إلى المستعار . بما كانوا يصنعون بصنيعهم .