وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين
وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به لما أمره بالدعوة وبين له طرقها أشار إليه وإلى من يتابعه بترك المخالفة ، ومراعاة العدل مع من يناصبهم ، فإن الدعوة لا تنفك عنه من حيث إنها تتضمن رفض العادات ، وترك الشهوات والقدح في دين الأسلاف والحكم عليهم بالكفر والضلال .
وقيل أنه عليه السلام لما رأى وقد مثل به فقال : « حمزة » ، فنزلت . فكفر عن يمينه ، وفيه دليل على أن والله لئن أظفرني الله بهم لأمثلن بسبعين مكانك ، وحث على للمقتص أن يماثل الجاني وليس له أن يجاوزه تعريضا بقوله : العفو وإن عاقبتم وتصريحا على الوجه الآكد بقوله : ولئن صبرتم لهو أي الصبر . خير للصابرين من الانتقام للمنتقمين ، ثم صرح بالأمر به لرسوله لأنه أولى الناس به لزيادة علمه بالله ووثوقه عليه فقال :