إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا
[ ص: 249 ] إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم لأن ثوابه لها . وإن أسأتم فلها فإن وباله عليها ، وإنما ذكرها باللام ازدواجا . فإذا جاء وعد الآخرة وعد عقوبة المرة الآخرة . ليسوءوا وجوهكم أي بعثناهم ليسوؤوا وجوهكم أي يجعلوها بادية آثار المساءة فيها ، فحذف لدلالة ذكره أولا عليه . وقرأ ابن عامر وحمزة « ليسوء » على التوحيد ، والضمير فيه للوعد أو للبعث أو لله ، ويعضده قراءة الكسائي بالنون . وقرئ « لنسوأن » بالنون والياء والنون المخففة والمثقلة ، و « لنسوأن » بفتح اللام على الأوجه الأربعة على أنه جواب إذا واللام في قوله : وأبو بكر وليدخلوا المسجد متعلق بمحذوف هو بعثناهم . كما دخلوه أول مرة وليتبروا ليهلكوا . ما علوا ما غلبوه واستولوا عليه أو مدة علوهم . تتبيرا ذلك بأن سلط الله عليهم الفرس مرة أخرى فغزاهم ملك بابل من ملوك الطوائف اسمه جودرز ، وقيل حردوس قيل دخل صاحب الجيش مذبح قرابينهم فوجد فيه دما يغلي فسألهم عنه فقالوا : دم قربان لم يقبل منا فقال : ما صدقوني فقتل عليه ألوفا منهم فلم يهدأ الدم ، ثم قال إن لم تصدقوني ما تركت منكم أحدا ، فقالوا : إنه دم يحيى فقال لمثل هذا ينتقم ربكم منكم ، ثم قال يا يحيى قد علم ربي وربك ما أصاب قومك من أجلك ، فاهدأ بإذن الله تعالى قبل أن لا أبقي أحدا منهم فهدأ .