قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا
قال أرأيت إذ أوينا أرأيت ما دهاني إذ أوينا . إلى الصخرة يعني الصخرة التي رقد عندها موسى .
وقيل هي الصخرة التي دون نهر الزيت . فإني نسيت الحوت فقدته أو نسيت ذكره بما رأيت منه . وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره أي وما أنساني ذكره إلا الشيطان فإن أن أذكره بدل من الضمير ، وقرئ « أن أذكركه » . وهو اعتذار عن نسيانه بشغل الشيطان له بوساوسه ، والحال وإن كانت عجيبة لا ينسى مثلها لكنه لما ضرى بمشاهدة أمثالها عند موسى وألفها قل اهتمامه بها ، ولعله نسي ذلك لاستغراقه في الاستبصار وانجذاب شراشره إلى جناب القدس بما عراه من مشاهدة الآيات الباهرة ، وإنما نسبه إلى الشيطان هضما لنفسه أو لأن عدم احتمال القوة للجانبين واشتغالها بأحدهما عن الآخر يعد من نقصان . واتخذ سبيله في البحر عجبا سبيلا عجبا وهو كونه كالسرب أو اتخاذ عجبا ، والمفعول الثاني هو الظرف وقيل هو مصدر فعله المضمر أي قال في آخر كلامه ، أو موسى في جوابه عجبا تعجبا من تلك الحال . وقيل الفعل لموسى أي اتخذ موسى سبيل الحوت في البحر عجبا .