إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا عوضا حقيرا. أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار إما في الحال، لأنهم أكلوا ما يتلبس بالنار لكونها عقوبة عليه فكأنه أكل النار كقوله:
أكلت دما إن لم أرعك بضرة... بعيدة مهوى القرط طيبة النشر
يعني الدية. أو في المآل أي لا يأكلون يوم القيامة إلا النار. ومعنى في بطونهم: ملء بطونهم. يقال أكل في بطنه وأكل في بعض بطنه كقوله:
كلوا في بعض بطنكمو تعفوا
ولا يكلمهم الله يوم القيامة عبارة عن غضبه عليهم، وتعريض بحرمانهم حال مقابليهم في الكرامة والزلفى من الله. ولا يزكيهم لا يثني عليهم. ولهم عذاب أليم مؤلم.
أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى في الدنيا. والعذاب بالمغفرة في الآخرة، بكتمان الحق للمطامع والأغراض الدنيوية. فما أصبرهم على النار تعجب من حالهم في الالتباس بموجبات النار من غير مبالاة. وما تامة مرفوعة بالابتداء، وتخصيصها كتخصيص قولهم:
شر أهر ذا ناب
أو استفهامية وما بعدها الخبر، أو موصولة وما بعدها صلة والخبر محذوف.