إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا
( إلا من تاب وآمن وعمل صالحا ) يدل على أن الآية في الكفرة . ( فأولئك يدخلون الجنة ) وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر على البناء للمفعول من أدخل . ( ويعقوب ولا يظلمون شيئا ) ولا ينقصون شيئا من جزاء أعمالهم ، ويجوز أن ينصب ( شيئا ) على المصدر ، وفيه تنبيه على أن كفرهم السابق لا يضرهم ولا ينقص أجورهم .
( جنات عدن ) بدل من الجنة بدل البعض لاشتمالها عليها ، أو منصوب على المدح ، وقرئ بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، وعدن لأنه المضاف إليه في العلم أو علم للعدن بمعنى الإقامة كبرة ولذلك صح وصف ما أضيف إليه بقوله : ( التي وعد الرحمن عباده بالغيب ) أي وعدها إياهم وهي غائبة عنهم ، أو وهم غائبون عنها ، أو وعدهم بإيمانهم بالغيب . ( إنه ) إن الله . ( كان وعده ) الذي هو الجنة . ( مأتيا ) يأتيها أهلها الموعود لهم لا محالة ، وقيل هو من أتى إليه إحسانا أي مفعولا منجزا .
[ ص: 15 ]