يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون
( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم ) التي لا تسكنونها فإن الآجر والمعير أيضا لا يدخلان إلا بإذن . ( حتى تستأنسوا ) تستأذنوا من الاستئناس بمعنى الاستعلام من آنس الشيء إذا أبصره ، فإن المستأذن مستعلم للحال مستكشف أنه هل يراد دخوله أو يؤذن له ، أو من الاستئناس الذي هو خلاف الاستيحاش فإن المستأذن مستوحش خائف أن لا يؤذن له فإذا له استأنس ، أو تتعرفوا هل ثم إنسان من الإنس . ( وتسلموا على أهلها ) بأن تقولوا السلام عليكم أأدخل .
وعنه عليه الصلاة والسلام » . «التسليم أن يقول السلام عليكم ، أأدخل ؟ ثلاث مرات ، فإن أذن له دخل وإلا رجع
( ذلكم خير لكم ) أي الاستئذان أو التسليم خير لكم من أن تدخلوا بغتة ، أو من تحية الجاهلية كان الرجل منهم إذا دخل بيتا غير بيته قال : حييتم صباحا أو حييتم مساء ودخل فربما أصاب الرجل مع امرأته في لحاف .
وروي أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم » . «أأستأذن على أمي ، قال : نعم ، قال : إنها ليس لها خادم غيري أأستأذن عليها كلما دخلت ، قال : أتحب أن تراها عريانة ، قالا : لا ، قال : فاستأذن
( لعلكم تذكرون ) متعلق بمحذوف أي أنزل عليكم ، أو قيل لكم هذا إرادة أن تذكروا [ ص: 104 ]
وتعملوا بما هو أصلح لكم .