وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير
( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول ) في سائر ما أمركم به ولا يبعد عطف ذلك على أطيعوا الله فإن الفاصل وعد على المأمور به ، فيكون تكرير الأمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم للتأكيد وتعليق الرحمة بها أو بالمندرجة هي فيه بقوله : ( لعلكم ترحمون ) كما علق به الهدى .
( لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ) لا تحسبن يا محمد الكفار معجزين لله عن إدراكهم وإهلاكهم ، و ( في الأرض ) صلة ( معجزين ) . وقرأ ابن عامر بالياء على أن الضمير فيه وحمزة لمحمد صلى الله عليه وسلم ، والمعنى كما هو في القراءة بالتاء أو ( الذين كفروا ) فاعل والمعنى ولا يحسبن الكفار في الأرض أحدا معجزا لله ، فيكون ( معجزين في الأرض ) مفعوليه أو لا يحسبونهم ( معجزين ) فحذف المفعول الأول لأن الفاعل والمفعولين لشيء واحد فاكتفى بذكر اثنين عن الثالث . ( ومأواهم النار ) عطف عليه من حيث المعنى كأنه قيل : الذين كفروا ليسوا بمعجزين ومأواهم النار ، لأن المقصود من النهي عن الحسبان تحقيق نفي الإعجاز .
( ولبئس المصير ) المأوى الذي يصيرون إليه .