فلما جاء سليمان قال أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون
( فلما جاء سليمان ) أي الرسول أو ما أهدت إليه وقرئ «فلما جاءوا » . ( قال أتمدونن بمال ) خطاب للرسول ومن معه ، أو للرسول والمرسل على تغليب المخاطب . وقرأ حمزة بالإدغام وقرئ بنون واحدة وبنونين وحذف الياء . ( ويعقوب فما آتاني الله ) من النبوة والملك الذي لا مزيد عليه ، وقرأ نافع وأبو عمرو وحفص بفتح الياء والباقون بإسكانها وبإمالتها وحده . ( الكسائي خير مما آتاكم ) فلا حاجة لي إلى هديتكم ولا وقع لها عندي . ( بل أنتم بهديتكم تفرحون ) لأنكم لا تعلمون إلا ظاهرا من الحياة الدنيا فتفرحون بما يهدى إليكم حبا لزيادة أموالكم ، أو بما تهدونه افتخارا على أمثالكم ، والإضراب عن إنكار الإمداد بالمال عليه وتقليله إلى بيان السبب الذي حملهم عليه ، وهو قياس حاله على حالهم في قصور الهمة بالدنيا والزيادة فيها .
( ارجع ) أيها الرسول . ( إليهم ) إلى بلقيس وقومها . ( فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ) لا طاقة لهم بمقاومتها ولا قدرة لهم على مقابلتها وقرئ «بهم » . ( ولنخرجنهم منها ) من سبأ . ( أذلة ) بذهاب ما كانوا فيه من العز . ( وهم صاغرون ) أسراء مهانون .