وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا
( وأنزل الذين ظاهروهم ) ظاهروا الأحزاب . ( من أهل الكتاب ) يعني قريظة . ( من صياصيهم ) من حصونهم جمع صيصية وهي ما يتحصن به ولذلك يقال لقرن الثور والظبي وشوكة الديك . ( وقذف في قلوبهم الرعب ) الخوف وقرئ بالضم . ( فريقا تقتلون وتأسرون فريقا ) وقرئ بضم السين روي : أن جبريل أتى رسول الله صلى الله عليهما وسلم صبيحة الليلة التي انهزم فيها الأحزاب فقال : أتنزع لأمتك والملائكة لم يضعوا السلاح إن الله يأمرك بالسير إلى بني قريظة وأنا عامد إليهم فأذن في الناس أن لا يصلوا العصر إلا في بني قريظة ، فحاصرهم إحدى وعشرين أو خمسا وعشرين حتى جهدهم الحصار فقال لهم : تنزلون على [ ص: 230 ]
حكمي فأبوا فقال : على حكم فرضوا به ، فحكم سعد بن معاذ بقتل مقاتليهم وسبي ذراريهم ونسائهم ، فكبر النبي عليه الصلاة والسلام فقال : لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة سعد ، فقتل منهم ستمائة أو أكثر وأسر منهم سبعمائة .