ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون
( ونفخ في الصور ) أي مرة ثانية وقد سبق تفسيره في سورة «المؤمنين » . ( فإذا هم من الأجداث ) من القبور جمع جدث وقرئ بالفاء . ( إلى ربهم ينسلون ) يسرعون وقرئ بالضم .
( قالوا يا ويلنا ) وقرئ «يا ويلتنا » ( من بعثنا من مرقدنا ) وقرئ «من أهبنا » من هب من نومه إذا انتبه ومن هبنا بمعنى أهبنا ، وفيه ترشيح ورمز وإشعار بأنهم لاختلاط عقولهم يظنون أنهم كانوا نياما ، و ( من بعثنا ) و «من هبنا » على من الجارة والمصدر ، وسكت حفص وحده عليها سكتة لطيفة والوقف عليها في سائر القراءات حسن . ( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) مبتدأ وخبر و ( ما ) مصدرية ، أو موصولة محذوفة الراجع ، أو ( هذا ) صفة لـ ( مرقدنا ) و ( ما وعد ) خبر محذوف ، أو مبتدأ خبره محذوف أي هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ، أو ما وعد الرحمن وصدق المرسلون حق وهو من كلامهم ، وقيل جواب للملائكة أو المؤمنين عن سؤالهم ، معدول عن سننه تذكيرا لكفرهم وتقريعا لهم عليه وتنبيها بأن الذي يهمهم هو السؤال عن البعث دون الباعث كأنهم قالوا : بعثكم الرحمن الذي وعدكم البعث وأرسل إليكم الرسل فصدقوكم وليس الأمر كما تظنون ، فإنه ليس يبعث النائم فيهمكم السؤال عن الباعث وإنما هو البعث الأكبر ذو الأهوال .