ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون
( ولو نشاء لمسخناهم ) بتغيير صورهم وإبطال قواهم . ( على مكانتهم ) مكانهم بحيث يجمدون فيه ، وقرأ «مكاناتهم » . ( أبو بكر فما استطاعوا مضيا ) ذهابا . ( ولا يرجعون ) ولا رجوعا فوضع الفعل موضعه للفواصل ، وقيل ( لا يرجعون ) عن تكذيبهم ، وقرئ «مضيا » بإتباع الميم الضاد المكسورة لقلب الواو ياء كالعتي والعتي و «مضيا » كصبي ، والمعنى أنهم بكفرهم ونقضهم ما عهد إليهم أحقاء بأن يفعل بهم ذلك لكنا لم نفعل لشمول الرحمة لهم واقتضاء الحكمة إمهالهم .
( ومن نعمره ) ومن نطل عمره . ( ننكسه في الخلق ) نقلبه فيه فلا يزال يتزايد ضعفه وانتقاض بنيته وقواه عكس ما كان عليه بدء أمره ، على هذه يشبع ضمة الهاء على أصله ، وقرأ وابن كثير عاصم ( ننكسه ) من التنكيس وهو أبلغ والنكس أشهر . ( وحمزة أفلا يعقلون ) أن من قدر على ذلك قدر على الطمس والمسخ فإنه مشتمل عليهما وزيادة غير أنه على تدرج ، وقرأ برواية نافع ابن عامر وابن ذكوان بالتاء لجري الخطاب قبله . ويعقوب