واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار
( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب ) وقرأ ( عبدنا ) وضع الجنس موضع الجمع، أو على أن ( إبراهيم ) وحده لمزيد شرفه عطف بيان له، ( وإسحاق ويعقوب ) عطف عليه. ( ابن كثير أولي الأيدي والأبصار ) أولي القوة في الطاعة والبصيرة في الدين، أو أولي الأعمال الجليلة والعلوم الشريفة، فعبر بالأيدي عن الأعمال لأن أكثرها بمباشرتها وبالأبصار عن المعارف لأنها أقوى مباديها، وفيه تعريض بالبطلة الجهال أنهم كالزمنى والعماة.
( إنا أخلصناهم بخالصة ) جعلناهم خالصين لنا بخصلة خالصة لا شوب فيها هي ( ذكرى الدار ) تذكرهم الدار الآخرة دائما فإن خلوصهم في الطاعة بسببها، وذلك لأن مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون جوار الله والفوز بلقائه وذلك في الآخرة، وإطلاق ( الدار ) للإشعار بأنها الدار الحقيقة والدنيا معبر، وأضاف نافع وهشام ( بخالصة ) إلى ( ذكرى ) للبيان أو لأنه مصدر بمعنى الخلوص فأضيف إلى فاعله.
( وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار ) لمن المختارين من أمثالهم المصطفين عليهم في الخير جمع خير كشر وأشرار. وقيل: جمع خير أو خير على تخفيفه كأموات في جمع ميت أو ميت.