ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون
[ ص: 94 ] ولما ضرب ابن مريم مثلا أي ضربه ابن الزبعري لما جادل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أو غيره بأن قال النصارى أهل كتاب وهم يعبدون عيسى عليه السلام ويزعمون أنه ابن الله والملائكة أولى بذلك، أو على قوله تعالى: واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أو أن محمدا يريد أن نعبده كما عبد المسيح. إذا قومك قريش منه من هذا المثل. يصدون يضجون فرحا لظنهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم صار ملزما به. وقرأ نافع وابن عامر بالضم من الصدود أي يصدون عن الحق ويعرضون عنه. وقيل: هما لغتان نحو يعكف ويعكف. والكسائي
وقالوا أآلهتنا خير أم هو أي آلهتنا خير عندك أم عيسى عليه السلام فإن يكن في النار فلتكن آلهتنا معه، أو آلهتنا الملائكة خير أم عيسى عليه السلام فإذا جاز أن يعبد ويكون ابن الله كانت آلهتنا أولى بذلك، أو آلهتنا خير أم محمد صلى الله عليه وسلم فنعبده وندع آلهتنا. وقرأ الكوفيون «أآلهتنا» بتحقيق الهمزتين وألف بعدهما. ما ضربوه لك إلا جدلا ما ضربوا هذا المثل إلا لأجل الجدل والخصومة لا لتمييز الحق من الباطل. بل هم قوم خصمون شداد الخصومة حراص على اللجاج.