يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين
يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا فتعرفوا وتصفحوا، روي أنه عليه الصلاة والسلام بعث مصدقا إلى الوليد بن عقبة بني المصطلق وكان بينه وبينهم إحنة، فلما سمعوا به استقبلوه فحسبهم مقاتليه فرجع وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم قد ارتدوا ومنعوا الزكاة فهم بقتالهم فنزلت.
وقيل:بعث إليهم فوجدهم منادين بالصلاة متهجدين فسلموا إليه الصدقات فرجع، وتنكير الفاسق والنبأ للتعميم، وتعليق الأمر بالتبين على فسق المخبر يقتضي جواز خالد بن الوليد من حيث إن المعلق على شيء بكلمة إن عدم عند عدمه، وأن خبر الواحد لو وجب تبينه من حيث هو كذلك لما رتب على الفسق، إذ الترتيب يفيد التعليل وما بالذات لا يعلل بالغير. وقرأ قبول خبر العدل حمزة فتثبتوا أي فتوقفوا إلى أن يتبين لكم الحال. والكسائي أن تصيبوا كراهة إصابتكم. قوما بجهالة جاهلين بحالهم. فتصبحوا فتصيروا. على ما فعلتم نادمين مغتمين غما لازما متمنين أنه لم يقع، وتركيب هذه الأحرف الثلاثة دائر مع الدوام.