قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير
قل اللهم الميم عوض عن يا ولذلك لا يجتمعان، وهو من خصائص هذا الاسم كدخول يا عليه مع لام التعريف وقطع همزته وتاء القسم. وقيل: أصله يا ألله أمنا بخير، فخفف بحذف حرف النداء ومتعلقات الفعل وهمزته. مالك الملك يتصرف فيما يمكن التصرف فيه تصرف الملاك فيما يملكون، وهو نداء ثان عند فإن الميم عنده تمنع الوصفية. سيبويه تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء تعطي منه ما تشاء من تشاء وتسترد، فالملك الأول عام والآخران بعضان منه. وقيل: المراد بالملك النبوة ونزعها نقلها من قوم إلى قوم، وتعز من تشاء وتذل من تشاء في الدنيا أو في الآخرة، أو فيهما بالنصر والإدبار والتوفيق والخذلان. بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ذكر الخير وحده لأنه المقضي بالذات، والشر مقضي بالعرض، إذ لا يوجد شر جزئي ما لم يتضمن خيرا كليا، أو لمراعاة الأدب في الخطاب، أو لأن الكلام وقع فيه إذ روي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره، فجاء عليه الصلاة والسلام فأخذ المعول منه فضربها ضربة صدعتها. وبرق منها برق أضاء منه ما بين لابتيها لكأن بها مصباحا في جوف بيت مظلم، فكبر وكبر معه المسلمون وقال: «أضاءت لي منها قصور الحيرة كأنها أنياب الكلاب، ثم ضرب الثانية فقال: أضاءت لي منها القصور الحمر من أرض سلمان الروم، ثم ضرب الثالثة فقال: أضاءت لي منها قصور صنعاء» وأخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي ظاهرة على كلها فابشروا» . فقال المنافقون: ألا تعجبون يمنيكم ويعدكم الباطل ويخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى، وأنها تفتح لكم وأنتم إنما تحفرون الخندق من الفرق) فنزلت . فنبه على أن الشر أيضا بيده بقول: (أنه عليه السلام لما خط الخندق وقطع لكل عشرة أربعين ذراعا، وأخذوا يحفرون، فظهر فيه صخرة عظيمة لم يعمل فيها المعاول، فوجهوا إنك على كل شيء قدير