قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها
قد أفلح من زكاها أنماها بالعلم والعمل جواب القسم، وحذف اللام للطول كأنه لما أراد به الحث على تكميل النفس والمبالغة فيه أقسم عليه بما يدلهم على العلم بوجود الصانع ووجوب ذاته وكمال صفاته الذي هو أقصى درجات القوة النظرية، ويذكرهم عظائم آلائه ليحملهم على الاستغراق في شكر نعمائه الذي [ ص: 316 ] هو منتهى كمالات القوة العملية. وقيل: هو استطراد بذكر بعض أحوال النفس، والجواب محذوف تقديره ليدمدمن الله على كفار مكة لتكذيبهم رسوله صلى الله عليه وسلم كما دمدم على ثمود لتكذيبهم صالحا عليه الصلاة والسلام.
وقد خاب من دساها نقصها وأخفاها بالجهالة والفسوق، وأصل دسى دسس كتقضى وتقضض.