وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا
[ ص: 87 ] وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف مما يوجب الأمن أو الخوف. أذاعوا به أفشوه كما كان يفعله قوم من ضعفة المسلمين إذا بلغهم خبر عن سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بما أوحي إليه من وعد بالظفر، أو تخويف من الكفرة أذاعوا به لعدم حزمهم فكانت إذاعتهم مفسدة. والباء مزيدة أو لتضمن الإذاعة معنى التحدث. ولو ردوه أي ولو ردوا ذلك الخبر. إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم إلى رأيه ورأي كبار أصحابه البصراء بالأمور، أو الأمراء. لعلمه لعلم ما أخبروا به على أي وجه يذكر. الذين يستنبطونه منهم يستخرجون تدابيره بتجاربهم وأنظارهم. وقيل كانوا يسمعون أراجيف المنافقين فيذيعونها فتعود وبالا على المسلمين، ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم حتى يسمعوه منهم وتعرفوا أنه هل يذاع لعلم ذلك من هؤلاء الذين يستنبطونه من الرسول وأولي الأمر أي: يستخرجون علمه من جهتهم، وأصل الاستنباط إخراج النبط: وهو الماء، يخرج من البئر أول ما يحفر. ولولا فضل الله عليكم ورحمته بإرسال الرسول وإنزال الكتاب. لاتبعتم الشيطان والكفر والضلال. إلا قليلا أي إلا قليلا منكم تفضل الله عليه بعقل راجح اهتدى به إلى الحق والصواب، وعصمه عن متابعة الشيطان كزيد بن عمرو بن نفيل، وورقة بن نوفل. أو إلا اتباعا قليلا على الندور.