وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا
[ ص: 101 ]
وإن امرأة خافت من بعلها توقعت منه لما ظهر لها من المخايل، وامرأة فاعل فعل يفسره الظاهر.
نشوزا تجافيا عنها وترفعا عن صحبتها كراهة لها ومنعا لحقوقها. أو إعراضا بأن يقل مجالستها ومحادثتها. فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا أن يتصالحا بأن تحط له بعض المهر، أو القسم، أو تهب له شيئا تستميله به. وقرأ الكوفيون أن يصلحا من أصلح بين المتنازعين، وعلى هذا جاز أن ينتصب صلحا على المفعول به، وبينهما ظرف أو حال منه أو على المصدر كما في القراءة الأولى والمفعول بينهما أو هو محذوف. وقرئ «يصلحا» من أصلح بمعنى اصطلح. والصلح خير من الفرقة أو سوء العشرة أو من الخصومة. ولا يجوز أن يراد به التفضيل بل بيان أنه من الخيور كما أن الخصومة من الشرور، وهو اعتراض وكذا قوله: وأحضرت الأنفس الشح ولذلك اغتفر عدم مجانستهما، والأول للترغيب في المصالحة، والثاني لتمهيد العذر في المماكسة. ومعنى إحضار الأنفس الشح جعلها حاضرة له مطبوعة عليه، فلا تكاد المرأة تسمح بالإعراض عنها والتقصير في حقها ولا الرجل يسمح بأن يمسكها ويقوم بحقها على ما ينبغي إذا كرهها أو أحب غيرها. وإن تحسنوا في العشرة. وتتقوا النشوز والإعراض ونقص الحق. فإن الله كان بما تعملون من الإحسان والخصومة. خبيرا عليما به وبالغرض فيه فيجازيكم عليه، أقام كونه عالما بأعمالهم مقام إثابته إياهم عليها الذي هو في الحقيقة جواب الشرط إقامة للسبب مقام المسبب.