وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين
وهم ينهون عنه أي ينهون الناس عن القرآن، أو الرسول صلى الله عليه وسلم والإيمان به. وينأون عنه بأنفسهم أو ينهون عن التعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وينأون عنه فلا يؤمنون به كأبي طالب. وإن يهلكون وما يهلكون بذلك. إلا أنفسهم وما يشعرون أن ضرره لا يتعداهم إلى غيرهم.
ولو ترى إذ وقفوا على النار جوابه محذوف أي: لو تراهم حين يوقعون على النار حتى يعاينوها، أو يطلعون عليها، أو يدخلونها فيعرفون مقدار عذابها لرأيت أمرا شنيعا. وقرئ «وقفوا» على البناء للفاعل من وقف عليها وقوفا. فقالوا يا ليتنا نرد تمنيا للرجوع إلى الدنيا. ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين استئناف كلام منهم على وجه الإثبات كقولهم: دعني ولا أعود، أي وأنا لا أعود تركتني، أو لم تتركني أو عطف على نرد أو حال من الضمير فيه فيكون في حكم التمني، وقوله: وإنهم لكاذبون راجع إلى ما تضمنه التمني من الوعد، ونصبهما حمزة ويعقوب وحفص على الجواب بإضمار أن بعد الواو إجراء لها مجرى الفاء. وقرأ برفع الأول على العطف ونصب الثاني على الجواب. ابن عامر
[ ص: 159 ]