فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين
فلما نسوا ما ذكروا به من البأساء والضراء ولم يتعظوا به. فتحنا عليهم أبواب كل شيء من أنواع النعم مراوحة عليهم بين نوبتي الضراء والسراء، وامتحانا لهم بالشدة والرخاء إلزاما للحجة وإزاحة للعلة، أو مكرا بهم لما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال: «مكر بالقوم ورب الكعبة».
. وقرأ «فتحنا» بالتشديد في جميع القرآن ووافقه ابن عامر فيما عدا هذا، والذي في «الأعراف» . يعقوب حتى إذا فرحوا أعجبوا بما أوتوا من النعم ولم يزيدوا غير البطر والاشتغال بالنعم عن المنعم والقيام بحقه سبحانه وتعالى. أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون متحسرون آيسون.
فقطع دابر القوم الذين ظلموا أي آخرهم بحيث لم يبق منهم أحد من دبره دبرا ودبورا إذا تبعه.
والحمد لله رب العالمين على إهلاكهم فإن هلاك الكفار والعصاة من حيث إنه تخليص لأهل الأرض من شؤم عقائدهم وأعمالهم، نعمة جليلة يحق أن يحمد عليها.