قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين nindex.php?page=treesubj&link=28977قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57قل إني على بينة من ربي أي : دلالة ويقين وحجة وبرهان ، لا على هوى ; ومنه البينة لأنها تبين الحق وتظهره . وكذبتم به أي : بالبينة لأنها في معنى البيان ، كما
[ ص: 344 ] قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=8وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه على ما بيناه هناك . وقيل يعود على الرب ، أي : كذبتم بربي لأنه جرى ذكره . وقيل : بالعذاب . وقيل : بالقرآن . وفي معنى هذه الآية والتي قبلها ما أنشده
مصعب بن عبد الله بن الزبير لنفسه ، وكان شاعرا محسنا رضي الله عنه :
أأقعد بعدما رجفت عظامي وكان الموت أقرب ما يليني أجادل كل معترض خصيم
وأجعل دينه غرضا لديني فأترك ما علمت لرأي غيري
وليس الرأي كالعلم اليقين وما أنا والخصومة وهي شيء
يصرف في الشمال وفي اليمين وقد سنت لنا سنن قوام
يلحن بكل فج أو وجين وكان الحق ليس به خفاء
أغر كغرة الفلق المبين وما عوض لنا منهاج جهم
بمنهاج ابن آمنة الأمين فأما ما علمت فقد كفاني
وأما ما جهلت فجنبوني
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57ما عندي ما تستعجلون به أي العذاب ; فإنهم كانوا لفرط تكذيبهم يستعجلون نزوله استهزاء ، نحو قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=92أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء . وقيل : ما عندي من الآيات التي تقترحونها . إن الحكم إلا لله أي : ما الحكم إلا لله في تأخير العذاب وتعجيله . وقيل : الحكم الفاصل بين الحق والباطل لله . ( يقص الحق ) أي : يقص القصص الحق ; وبه استدل من منع
nindex.php?page=treesubj&link=28915المجاز في القرآن ، وهي قراءة
نافع وابن كثير وعاصم ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ; قال
ابن عباس : قال الله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3نحن نقص عليك أحسن القصص والباقون " يقض الحق " بالضاد المعجمة ، وكذلك قرأ
علي - رضي الله عنه -
nindex.php?page=showalam&ids=12067وأبو عبد الرحمن السلمي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب ، وهو مكتوب في المصحف بغير ياء ، ولا ينبغي الوقف عليه ، وهو من القضاء ; ودل على ذلك أن بعده
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57وهو خير الفاصلين والفصل لا يكون إلا قضاء دون قصص ، ويقوي ذلك قوله قبله : إن الحكم إلا لله ، ويقوي ذلك أيضا قراءة
ابن مسعود ( إن الحكم إلا لله يقضي بالحق ) فدخول الباء يؤكد معنى القضاء . قال
النحاس : هذا لا يلزم ; لأن معنى " يقضي " يأتي ويصنع فالمعنى : يأتي الحق ، ويجوز أن يكون المعنى : يقضي القضاء
[ ص: 345 ] الحق . قال
مكي : وقراءة الصاد أحب إلي ; لاتفاق الحرميين
وعاصم على ذلك ، ولأنه لو كان من القضاء للزمت الباء فيه كما أتت في قراءة
ابن مسعود . قال
النحاس : وهذا الاحتجاج لا يلزم ; لأن مثل هذه الباء تحذف كثيرا .