قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين
قل إني على بينة تنبيه على ما يجب اتباعه بعد ما بين ما لا يجوز اتباعه. والبينة الدلالة الواضحة التي تفصل الحق من الباطل وقيل المراد بها القرآن والوحي، أو الحجج العقلية أو ما يعمها. من ربي من معرفته وأنه لا معبود سواه، ويجوز أن يكون صفة لبينة. وكذبتم به الضمير لربي أي كذبتم به حيث أشركتم به غيره، أو للبينة باعتبار المعنى. ما عندي ما تستعجلون به يعني العذاب الذي استعجلوه بقولهم:
فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم إن الحكم إلا لله في تعجيل العذاب وتأخيره.
يقضي بالحق أي القضاء الحق، أو يصنع الحق ويدبره من قولهم قضى الدرع إذا صنعها، فيما يقضي من تعجيل وتأخير وأصل القضاء الفصل بتمام الأمر، وأصل الحكم المنع فكأنه منع الباطل. وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم يقص من قص الأثر، أو من قص الخبر. وهو خير الفاصلين القاضين.
قل لو أن عندي أي في قدرتي ومكنتي. ما تستعجلون به من العذاب. لقضي الأمر بيني وبينكم لأهلكتكم عاجلا غضبا لربي، وانقطع ما بيني وبينكم. والله أعلم بالظالمين في معنى الاستدراك كأنه قال: ولكن الأمر إلى الله سبحانه وتعالى وهو أعلم بمن ينبغي أن يؤخذ وبمن ينبغي أن يمهل منهم.