وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين
[ ص: 169 ] وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر هو عطف بيان لأبيه، وفي كتب التواريخ أن اسمه تارح فقيل هما علمان له كإسرائيل ويعقوب، وقيل العلم تارح وآزر وصف معناه الشيخ أو المعوج، ولعل منع صرفه لأنه أعجمي حمل على موازنه أو نعت مشتق من الآزر أو الوزر، والأقرب أنه علم أعجمي على فاعل كعابر وشالخ، وقيل اسم صنم يعبده فلقب به للزوم عبادته، أو أطلق عليه بحذف المضاف. وقيل المراد به الصنم ونصبه بفعل مضمر يفسره ما بعده أي أتعبد آزر ثم قال: أتتخذ أصناما آلهة تفسيرا وتقريرا. ويدل عليه أنه قرئ «أزرا» ، تتخذ أصناما بفتح همزة آزر وكسرها وهو اسم صنم. وقرأ بالضم على النداء وهو يدل على أنه علم. يعقوب إني أراك وقومك في ضلال عن الحق. مبين ظاهر الضلالة.
وكذلك نري إبراهيم ومثل هذا التبصير نبصره، وهو حكاية حال ماضية. وقرئ: «ترى» بالتاء ورفع الملكوت ومعناه تبصره دلائل الربوبية. ملكوت السماوات والأرض ربوبيتها وملكها. وقيل عجائبها وبدائعها والملكوت أعظم الملك والتاء فيه للمبالغة. وليكون من الموقنين أي ليستدل وليكون، أو وفعلنا ذلك ليكون.