وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين
وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر كل ما له إصبع كالإبل والسباع والطيور. وقيل كل ذي مخلب وحافر وسمي الحافر ظفرا مجازا ولعل المسبب عن الظلم تعميم التحريم. ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما الثروب وشحوم الكلى والإضافة لزيادة الربط. إلا ما حملت ظهورهما إلا ما علقت بظهورهما. أو الحوايا أو ما اشتمل على الأمعاء جمع حاوية، أو حاوياء كقاصعاء وقواصع، أو حوية كسفينة وسفائن. وقيل هو عطف على شحومهما وأو بمعنى الواو. أو ما اختلط بعظم هو شحم الألية لاتصالها بالعصعص. ذلك التحريم أو الجزاء. جزيناهم ببغيهم بسبب ظلمهم. وإنا لصادقون في الإخبار أو الوعد والوعيد.
فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة يمهلكم على التكذيب فلا تغتروا بإمهاله فإنه لا يهمل. ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين حين ينزل، أو ذو رحمة واسعة على المطيعين وذو بأس شديد على المجرمين، فأقام مقامه ولا يرد بأسه لتضمنه التنبيه على إنزال البأس عليهم مع الدلالة على أنه لازب بهم لا يمكن رده عنهم.