واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون
واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض أرض الحجر . تتخذون من سهولها قصورا أي تبنون في سهولها ، أو من سهولة الأرض بما تعملون منها كاللبن والآجر . وتنحتون الجبال [ ص: 21 ] بيوتا وقرئ « تنحتون » بالفتح وتنحاتون بالإشباع ، وانتصاب بيوتا على الحال المقدرة أو المفعول على أن التقدير بيوتا من الجبال ، أو تنحتون بمعنى تتخذون فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين .
قال الملأ الذين استكبروا من قومه أي عن الإيمان . للذين استضعفوا أي للذين استضعفوهم واستذلوهم . لمن آمن منهم بدل من الذين استضعفوا بدل الكل إن كان الضمير لقومه وبدل البعض إن كان للذين . وقرأ وقال الملأ بالواو . ابن عامر أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوه على الاستهزاء . قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون عدلوا به عن الجواب السوي الذي هو نعم تنبيها على أن إرساله أظهر من أن يشك فيه عاقل ويخفى على ذوي رأي ، وإنما الكلام فيمن آمن به ومن كفر فلذلك قال :