ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون
ومن قوم موسى يعني من بني إسرائيل . أمة يهدون بالحق يهدون الناس محقين أو بكلمة الحق .
وبه بالحق . يعدلون بينهم في الحكم والمراد بها الثابتون على الإيمان القائمون بالحق من أهل زمانه ، أتبع ذكرهم ذكر أضدادهم على ما هو عادة القرآن تنبيها على أن تعارض الخير والشر وتزاحم أهل الحق والباطل أمر مستمر . وقيل مؤمنو أهل الكتاب . وقيل قوم وراء الصين رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج فآمنوا به .
وقطعناهم وصيرناهم قطعا متميزا بعضهم عن بعض . اثنتي عشرة مفعول ثان لقطع فإنه متضمن معنى صير ، أو حال وتأنيثه للحمل على الأمة أو القطعة . أسباطا بدل منه ولذلك جمع ، أو تمييز له على أن كل واحدة من اثنتي عشرة أسباط فكأنه قيل : اثنتي عشرة قبيلة . وقرئ بكسر الشين وإسكانها . أمما على الأول بدل بعد بدل ، أو نعت أسباط وعلى الثاني بدل من أسباط . وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه في التيه . أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست أي فضرب فانبجست وحذفه للإيماء على أن موسى صلى الله عليه وسلم لم يتوقف في الامتثال ، وأن ضربه لم يكن مؤثرا يتوقف عليه الفعل في ذاته منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس كل سبط . مشربهم وظللنا عليهم الغمام ليقيهم حر الشمس . وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا أي وقلنا لهم كلوا . من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون سبق تفسيره في سورة « البقرة » .