خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم
خذ العفو أي خذ ما عفا لك من أفعال الناس وتسهل ولا تطلب ما يشق عليهم ، من العفو الذي هو ضد الجهد أو خذ العفو عن المذنبين أو الفضل وما يسهل من صدقاتهم ، وذلك قبل وجوب الزكاة .
وأمر بالعرف المعروف المستحسن من الأفعال . وأعرض عن الجاهلين فلا تمارهم ولا تكافئهم بمثل [ ص: 47 ] أفعالهم ، وهذه الآية جامعة لمكارم الأخلاق آمرة للرسول باستجماعها .
وإما ينزغنك من الشيطان نزغ ينخسنك منه نخس أي وسوسة تحملك على خلاف ما أمرت به كاعتراء غضب وفكر ، والنزغ والنسغ والنخس الغرز شبه وسوسته للناس إغراء لهم على المعاصي وإزعاجا بغرز السائق ما يسوقه . فاستعذ بالله إنه سميع يسمع استعاذتك . عليم يعلم ما فيه صلاح أمرك فيحملك عليه ، أو سميع بأقوال من آذاك عليم بأفعاله فيجازيه عليها مغنيا إياك عن الانتقام ومشايعة الشيطان .