واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون
واذكر ربك في نفسك عام في الأذكار من القراءة والدعاء وغيرهما ، أو أمر للمأموم بالقراءة سرا بعد فراغ الإمام عن قراءته كما هو مذهب رضي الله تعالى عنه . الشافعي تضرعا وخيفة متضرعا وخائفا .
ودون الجهر من القول ومتكلما كلاما فوق السر ودون الجهر فإنه أدخل في الخشوع والإخلاص . بالغدو والآصال بأوقات الغدو والعشيات . وقرئ « والأيصال » وهو مصدر آصل إذا دخل في الأصيل وهو مطابق [ ص: 48 ] للغدو . ولا تكن من الغافلين عن ذكر الله .
إن الذين عند ربك يعني ملائكة الملأ الأعلى . لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وينزهونه . وله يسجدون ويخصونه بالعبادة والتذلل لا يشركون به غيره ، وهو تعريض بمن عداهم من المكلفين ولذلك شرع السجود لقراءته .
وعن النبي صلى الله عليه وسلم « آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي فيقول : يا ويله أمر هذا بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار » وعنه صلى الله عليه وسلم « إذا قرأ ابن من قرأ جعل الله يوم القيامة بينه وبين إبليس سترا وكان سورة الأعراف آدم شفيعا له يوم القيامة » .