ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون
ما كان للمشركين ما صح لهم . أن يعمروا مساجد الله شيئا من المساجد فضلا عن المسجد الحرام وقيل هو المراد وإنما جمع لأنه قبلة المساجد وإمامها فعامره كعامر الجميع ويدل عليه قراءة ابن كثير وأبي عمرو بالتوحيد . ويعقوب شاهدين على أنفسهم بالكفر بإظهار الشرك وتكذيب الرسول ، وهو حال من الواو والمعنى ما استقام لهم أن يجمعوا بين أمرين متنافيين عمارة بيت الله وعبادة غيره .
روي أنه لما أسر عيره المسلمون بالشرك وقطيعة الرحم وأغلظ له العباس رضي الله تعالى عنه في القول فقال : ما بالكم تذكرون « مساوينا » وتكتمون محاسننا إنا لنعمر علي المسجد الحرام ونحجب الكعبة ونسقي الحجيج ونفك العاني فنزلت : أولئك حبطت أعمالهم التي يفتخرون بها بما قارنها من الشرك . وفي النار هم خالدون لأجله .