لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين
108 - لا تقم فيه أبدا للصلاة لمسجد أسس على التقوى اللام للابتداء، و "أسس" نعت له، وهو مسجد قباء، أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى [ ص: 710 ] فيه أيام مقامه بقباء، أو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة من أول يوم من أيام وجوده، قيل: القياس فيه "مذ"; لأنه الغاية في الزمان، و "من" لابتداء الغاية في المكان، والجواب: أن "من" عام في الزمان والمكان أحق أن تقوم فيه مصليا فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين قيل: لما نزلت مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه المهاجرون، حتى وقفوا على باب مسجد قباء، فإذا الأنصار جلوس، فقال: "أمؤمنون أنتم"؟ فسكت القوم. ثم أعادها فقال يا رسول الله، إنهم لمؤمنون، وأنا معهم. فقال صلى الله عليه وسلم: "أترضون بالقضاء؟". قالوا: نعم، قال: "أتصبرون على البلاء؟" قالوا: نعم. قال: "أتشكرون في الرخاء؟" قالوا: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: "مؤمنون أنتم ورب عمر: الكعبة". فجلس، ثم قال: "يا معشر الأنصار، إن الله عز وجل قد أثنى عليكم، فما الذي تصنعون عند الوضوء وعند الغائط؟" قالوا: يا رسول الله، نتبع الغائط الأحجار الثلاثة، ثم نتبع الأحجار الماء، فتلا النبي صلى الله عليه وسلم: رجال يحبون أن يتطهروا قيل: هو عام في التطهر عن النجاسات كلها، وقيل: هو التطهر من الذنوب بالتوبة، ومعنى محبتهم للتطهر: أنهم يؤثرونه، ويحرصون عليه حرص المحب للشيء. ومعنى محبة الله إياهم: أنه يرضى عنهم، ويحسن إليهم كما يفعل المحب بمحبوبه.