nindex.php?page=treesubj&link=28973_1597_19881_28270_28328_28723_29376_31037_34114_34134_34219_842nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم
143 -
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وكذلك جعلناكم ومثل ذلك الجعل العجيب جعلناكم. فالكاف: للتشبيه، وذا: جر بالكاف، واللام: للفرق بين الإشارة إلى القريب والإشارة إلى البعيد، والكاف: للخطاب لا محل لها من الإعراب.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143أمة وسطا خيارا. وقيل للخيار: وسط; لأن الأطراف يتسارع إليها الخلل، والأوساط محمية، أي: كما جعلت قبلتكم خير القبل جعلتكم خير الأمم، وعلة الجعل أي: لتعلموا بالتأمل فيما نصب لكم من الحجج، وأنزل عليكم من الكتاب أنه تعالى ما بخل على أحد وما ظلم، بل أوضح السبل، وأرسل الرسل فبلغوا ونصحوا، ولكن الذين كفروا حملهم الشقاء على اتباع الشهوات، والإعراض عن الآيات فتشهدون بذلك على معاصريكم وعلى الذين قبلكم وبعدكم. أو عدولا; لأن الوسط عدل بين الأطراف، ليس إلى بعضها أقرب من بعض، أي:
nindex.php?page=treesubj&link=28641كما جعلنا قبلتكم متوسطة بين المشرق والمغرب، جعلناكم أمة وسطا بين الغلو والتقصير، فإنكم لم تغلوا غلو النصارى حيث وصفوا
المسيح بالألوهية، ولم تقصروا تقصير اليهود حيث وصفوا
مريم بالزنا،
وعيسى بأنه ولد الزنا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143لتكونوا شهداء غير منصرف لمكان ألف التأنيث
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143على الناس صلة شهداء
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143ويكون الرسول عليكم شهيدا عطف على
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143لتكونوا روي أن
nindex.php?page=treesubj&link=34114الأمم يوم القيامة يجحدون تبليغ الأنبياء، فيطالب الله الأنبياء البينة على أنهم قد بلغوا -وهو أعلم- فيؤتى بأمة
محمد صلى الله عليه وسلم فيشهدون، فيقول الأمم: من أين عرفتم؟ فيقولون: علمنا ذلك بإخبار الله تعالى في كتابه الناطق على لسان نبيه الصادق، فيؤتى
بمحمد صلى الله عليه وسلم فيسأل عن حال أمته، فيزكيهم، ويشهد بعدالتهم. والشهادة قد تكون بلا مشاهدة، كالشهادة بالتسامع في الأشياء المعروفة، ولما كان الشهيد كالرقيب جيء بكلمة الاستعلاء، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117كنت أنت الرقيب عليهم [المائدة: 117] وقيل:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143لتكونوا شهداء على الناس في الدنيا فيما لا يصح إلا بشهادة العدول
[ ص: 138 ] الأخيار
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143ويكون الرسول عليكم شهيدا يزكيكم، ويعلم بعدالتكم. واستدل الشيخ
أبو منصور -رحمه الله- بالآية على أن
nindex.php?page=treesubj&link=21616الإجماع حجة; لأن الله تعالى وصف هذه الأمة بالعدالة، والعدل: هو المستحق للشهادة وقبولها. فإذا اجتمعوا على شيء، وشهدوا به لزم قبوله. وأخرت صلة الشهادة أولا وقدمت آخرا; لأن المراد في الأول إثبات شهادتهم على الأمم، وفي الآخر اختصاصهم بكون الرسول شهيدا عليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وما جعلنا القبلة التي كنت عليها أي:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وما جعلنا القبلة الجهة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143كنت عليها وهي
الكعبة. فالتي كنت عليها ليست بصفة للقبلة، بل هي ثاني مفعولي جعل. روي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بمكة إلى الكعبة، ثم أمر بالصلاة إلى صخرة بيت المقدس بعد الهجرة، تأليفا لليهود، ثم حول إلى الكعبة. [وفيه دليل على جواز
nindex.php?page=treesubj&link=22222نسخ السنة بالكتاب بخلاف ما يقوله
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي; لأن التوجه إلى
بيت المقدس ثبت بوحي غير متلو وقد نسخ بالكتاب]
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه أي:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وما جعلنا القبلة التي تحب أن تستقبلها، الجهة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143التي كنت عليها أولا
بمكة، إلا امتحانا للناس وابتلاء; لنعلم الثابت على الإسلام الصادق فيه ممن هو على حرف ينكص
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143على عقبيه لقلقه يرجع فيرتد عن الإسلام عند تحويل القبلة. قال الشيخ
أبو منصور -رحمه الله-: معنى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143لنعلم أي: لنعلم كائنا أو موجودا ما قد علمناه أنه يكون ويوجد.
nindex.php?page=treesubj&link=28781فالله تعالى عالم في الأزل بكل ما أراد وجوده، أنه يوجد في الوقت الذي شاء وجوده فيه. ولا يوصف بأنه عالم في الأزل بأنه موجود كائن; لأنه ليس بموجود في الأزل فكيف يعلمه موجودا؟ فإذا صار موجودا يدخل تحت علمه الأزلي فيصير معلوما له موجودا كائنا. والتغير على المعلوم لا على العلم. أو لتميز التابع من الناكص، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=37ليميز الله الخبيث من الطيب [الأنفال: 37] فوضع العلم موضع التميز; لأن العلم به يقع التميز، أو ليعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون. وإنما أسند علمهم إلى ذاته; لأنهم
[ ص: 139 ] خواصه، أو هو على ملاطفة الخطاب لمن لا يعلم، كقولك لمن ينكر ذوب الذهب: فلنلقه في النار لنعلم أيذوب؟
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وإن كانت أي:التحويلة، أو الجعلة، أو القبلة. وإن هي المخففة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143لكبيرة أي: ثقيلة شاقة، وهي خبر كان، واللام فارقة.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143إلا على الذين هدى الله أي: هداهم الله، فحذف العائد، أي: إلا على الثابتين الصادقين في اتباع الرسول
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وما كان الله ليضيع إيمانكم أي: صلاتكم إلى
بيت المقدس، سمى
nindex.php?page=treesubj&link=24589_23459الصلاة إيمانا; لأن وجوبها على أهل الإيمان، وقبولها من أهل الإيمان، وأداؤها فى الجماعة دليل الإيمان، لما توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
الكعبة قالوا: كيف بمن مات قبل التحويل من إخواننا؟ فنزلت، ثم علل ذلك فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143إن الله بالناس لرءوف مهموز مشبع، حجازي، وشامي،
وحفص. (رؤف) غيرهم بوزن فعل، وهما للمبالغة.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143رحيم لا يضيع أجورهم، والرأفة أشد من الرحمة، وجمع بينهما كما في
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=3الرحمن الرحيم [الفاتحة: 3].
nindex.php?page=treesubj&link=28973_1597_19881_28270_28328_28723_29376_31037_34114_34134_34219_842nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ
143 -
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ وَمِثْلَ ذَلِكَ الْجَعْلِ الْعَجِيبِ جَعَلْنَاكُمْ. فَالْكَافُ: لِلتَّشْبِيهِ، وَذَا: جَرٌّ بِالْكَافِ، وَاللَّامُ: لِلْفَرْقِ بَيْنَ الْإِشَارَةِ إِلَى الْقَرِيبِ وَالْإِشَارَةِ إِلَى الْبَعِيدِ، وَالْكَافُ: لِلْخِطَابِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143أُمَّةً وَسَطًا خِيَارًا. وَقِيلَ لِلْخِيَارِ: وَسَطٌ; لِأَنَّ الْأَطْرَافَ يَتَسَارَعُ إِلَيْهَا الْخَلَلُ، وَالْأَوْسَاطُ مَحْمِيَّةٌ، أَيْ: كَمَا جَعَلْتُ قِبْلَتَكُمْ خَيْرَ الْقِبَلِ جَعَلْتُكُمْ خَيْرَ الْأُمَمِ، وَعِلَّةُ الْجَعْلِ أَيْ: لِتَعْلَمُوا بِالتَّأَمُّلِ فِيمَا نُصِبَ لَكُمْ مِنَ الْحُجَجِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ أَنَّهُ تَعَالَى مَا بَخِلَ عَلَى أَحَدٍ وَمَا ظَلَمَ، بَلْ أَوْضَحَ السُّبُلَ، وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ فَبَلَّغُوا وَنَصَحُوا، وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا حَمَلَهُمُ الشَّقَاءُ عَلَى اتِّبَاعِ الشَّهَوَاتِ، وَالْإِعْرَاضِ عَنِ الْآيَاتِ فَتَشْهَدُونَ بِذَلِكَ عَلَى مُعَاصِرِيكُمْ وَعَلَى الَّذِينَ قَبْلَكُمْ وَبَعْدَكُمْ. أَوْ عُدُولًا; لِأَنَّ الْوَسَطَ عَدْلٌ بَيْنَ الْأَطْرَافِ، لَيْسَ إِلَى بَعْضِهَا أَقْرَبُ مِنْ بَعْضٍ، أَيْ:
nindex.php?page=treesubj&link=28641كَمَا جَعَلْنَا قِبْلَتَكُمْ مُتَوَسِّطَةً بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا بَيْنَ الْغُلُوِّ وَالتَّقْصِيرِ، فَإِنَّكُمْ لَمْ تَغْلُوا غُلُوَّ النَّصَارَى حَيْثُ وَصَفُوا
الْمَسِيحَ بِالْأُلُوهِيَّةِ، وَلَمْ تُقَصِّرُوا تَقْصِيرَ الْيَهُودِ حَيْثُ وَصَفُوا
مَرْيَمَ بِالزِّنَا،
وَعِيسَى بِأَنَّهُ وَلَدُ الزِّنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ لِمَكَانِ أَلِفِ التَّأْنِيثِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143عَلَى النَّاسِ صِلَةُ شُهَدَاءَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا عَطْفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143لِتَكُونُوا رُوِيَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=34114الْأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَجْحَدُونَ تَبْلِيغَ الْأَنْبِيَاءِ، فَيُطَالِبُ اللَّهُ الْأَنْبِيَاءَ الْبَيِّنَةَ عَلَى أَنَّهُمْ قَدْ بَلَّغُوا -وَهُوَ أَعْلَمُ- فَيُؤْتَى بِأُمَّةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَشْهَدُونَ، فَيَقُولُ الْأُمَمُ: مِنْ أَيْنَ عَرَفْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: عَلِمْنَا ذَلِكَ بِإِخْبَارِ اللَّهِ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ النَّاطِقِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ الصَّادِقِ، فَيُؤْتَى
بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُسْأَلُ عَنْ حَالِ أُمَّتِهِ، فَيُزَكِّيهِمْ، وَيَشْهَدُ بِعَدَالَتِهِمْ. وَالشَّهَادَةُ قَدْ تَكُونُ بِلَا مُشَاهَدَةٍ، كَالشَّهَادَةِ بِالتَّسَامُعِ فِي الْأَشْيَاءِ الْمَعْرُوفَةِ، وَلَمَّا كَانَ الشَّهِيدُ كَالرَّقِيبِ جِيءَ بِكَلِمَةِ الِاسْتِعْلَاءِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ [الْمَائِدَةُ: 117] وَقِيلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فِي الدُّنْيَا فِيمَا لَا يَصِحُّ إِلَّا بِشَهَادَةِ الْعُدُولِ
[ ص: 138 ] الْأَخْيَارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا يُزَكِّيكُمْ، وَيَعْلَمُ بِعَدَالَتِكُمْ. وَاسْتَدَلَّ الشَّيْخُ
أَبُو مَنْصُورٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ- بِالْآيَةِ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=21616الْإِجْمَاعَ حُجَّةٌ; لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَصَفَ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالْعَدَالَةِ، وَالْعَدْلُ: هُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِلشَّهَادَةِ وَقَبُولِهَا. فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى شَيْءٍ، وَشَهِدُوا بِهِ لَزِمَ قَبُولُهُ. وَأُخِّرَتْ صِلَةُ الشَّهَادَةِ أَوَّلًا وَقُدِّمَتْ آخِرًا; لِأَنَّ الْمُرَادَ فِي الْأَوَّلِ إِثْبَاتُ شَهَادَتِهِمْ عَلَى الْأُمَمِ، وَفِي الْآخِرِ اخْتِصَاصُهُمْ بِكَوْنِ الرَّسُولِ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا أَيْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الْجِهَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143كُنْتَ عَلَيْهَا وَهِيَ
الْكَعْبَةُ. فَالَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا لَيْسَتْ بِصِفَةٍ لِلْقِبْلَةِ، بَلْ هِيَ ثَانِي مَفْعُولَيْ جَعَلَ. رُوِيَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي بِمَكَّةَ إِلَى الْكَعْبَةِ، ثُمَّ أُمِرَ بِالصَّلَاةِ إِلَى صَخْرَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ، تَأْلِيفًا لِلْيَهُودِ، ثُمَّ حُوِّلَ إِلَى الْكَعْبَةِ. [وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ
nindex.php?page=treesubj&link=22222نَسْخِ السُّنَّةِ بِالْكِتَابِ بِخِلَافِ مَا يَقُولُهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ; لِأَنَّ التَّوَجُّهَ إِلَى
بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثَبَتَ بِوَحْيٍ غَيْرِ مَتْلُوٍّ وَقَدْ نُسِخَ بِالْكِتَابِ]
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ أَيْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي تُحِبُّ أَنْ تَسْتَقْبِلَهَا، الْجِهَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا أَوَّلًا
بِمَكَّةَ، إِلَّا امْتِحَانًا لِلنَّاسِ وَابْتِلَاءً; لِنَعْلَمَ الثَّابِتَ عَلَى الْإِسْلَامِ الصَّادِقَ فِيهِ مِمَّنْ هُوَ عَلَى حَرْفٍ يَنْكِصُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143عَلَى عَقِبَيْهِ لِقَلَقِهِ يَرْجِعُ فَيَرْتَدُّ عَنِ الْإِسْلَامِ عِنْدَ تَحْوِيلِ الْقِبْلَةِ. قَالَ الشَّيْخُ
أَبُو مَنْصُورٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: مَعْنَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143لِنَعْلَمَ أَيْ: لِنَعْلَمَ كَائِنًا أَوْ مَوْجُودًا مَا قَدْ عَلِمْنَاهُ أَنَّهُ يَكُونُ وَيُوجَدُ.
nindex.php?page=treesubj&link=28781فَاللَّهُ تَعَالَى عَالِمٌ فِي الْأَزَلِ بِكُلِّ مَا أَرَادَ وُجُودَهُ، أَنَّهُ يُوجَدُ فِي الْوَقْتِ الَّذِي شَاءَ وُجُودَهُ فِيهِ. وَلَا يُوصَفُ بِأَنَّهُ عَالِمٌ فِي الْأَزَلِ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ كَائِنٌ; لِأَنَّهُ لَيْسَ بِمَوْجُودٍ فِي الْأَزَلِ فَكَيْفَ يَعْلَمُهُ مَوْجُودًا؟ فَإِذَا صَارَ مَوْجُودًا يَدْخُلُ تَحْتَ عِلْمِهِ الْأَزَلِيِّ فَيَصِيرُ مَعْلُومًا لَهُ مَوْجُودًا كَائِنًا. وَالتَّغَيُّرُ عَلَى الْمَعْلُومِ لَا عَلَى الْعِلْمِ. أَوْ لِتُمَيِّزِ التَّابِعِ مِنَ النَّاكِصِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=37لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ [الْأَنْفَالُ: 37] فَوُضِعَ الْعِلْمُ مَوْضِعَ التَّمَيُّزِ; لِأَنَّ الْعِلْمَ بِهِ يَقَعُ التَّمَيُّزُ، أَوْ لِيَعْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنُونَ. وَإِنَّمَا أَسْنَدَ عِلْمَهُمْ إِلَى ذَاتِهِ; لِأَنَّهُمْ
[ ص: 139 ] خَوَاصُّهُ، أَوْ هُوَ عَلَى مُلَاطَفَةِ الْخِطَابِ لِمَنْ لَا يَعْلَمُ، كَقَوْلِكَ لِمَنْ يُنْكِرُ ذَوْبَ الذَّهَبِ: فَلْنُلْقِهِ فِي النَّارِ لِنَعْلَمَ أَيَذُوبُ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَإِنْ كَانَتْ أَيِ:التَّحْوِيلَةُ، أَوِ الْجَعْلَةُ، أَوِ الْقِبْلَةُ. وَإِنْ هِيَ الْمُخَفَّفَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143لَكَبِيرَةً أَيْ: ثَقِيلَةٌ شَاقَّةٌ، وَهِيَ خَبَرُ كَانَ، وَاللَّامُ فَارِقَةٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ أَيْ: هَدَاهُمُ اللَّهُ، فَحَذَفَ الْعَائِدَ، أَيْ: إِلَّا عَلَى الثَّابِتِينَ الصَّادِقِينَ فِي اتِّبَاعِ الرَّسُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ أَيْ: صَلَاتُكُمْ إِلَى
بَيْتِ الْمَقْدِسِ، سَمَّى
nindex.php?page=treesubj&link=24589_23459الصَّلَاةَ إِيمَانًا; لِأَنَّ وُجُوبَهَا عَلَى أَهْلِ الْإِيمَانِ، وَقَبُولِهَا مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ، وَأَدَاؤُهَا فَى الْجَمَاعَةِ دَلِيلُ الْإِيمَانِ، لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى
الْكَعْبَةِ قَالُوا: كَيْفَ بِمَنْ مَاتَ قَبْلَ التَّحْوِيلِ مِنْ إِخْوَانِنَا؟ فَنَزَلَتْ، ثُمَّ عَلَّلَ ذَلِكَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ مَهْمُوزٌ مُشْبَعٌ، حِجَازِيٌّ، وَشَامِيٌّ،
وَحَفْصٌ. (رَؤُفٌ) غَيْرُهُمْ بِوَزْنِ فَعُلٍ، وَهُمَا لِلْمُبَالَغَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143رَحِيمٌ لَا يُضِيعُ أُجُورَهُمْ، وَالرَّأْفَةُ أَشَدُّ مِنَ الرَّحْمَةِ، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا كَمَا فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=3الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الْفَاتِحَةُ: 3].