لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون (109) ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم
109 ،110 - لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون ثم إن ربك "ثم" يدل على تباعد حال هؤلاء من حال أولئك للذين هاجروا من مكة أي : أنه لهم لا عليهم يعني أنه وليهم وناصرهم لا عدوهم وخاذلهم كما يكون الملك للرجل لا عليه فيكون محميا منفوعا غير مضرور [ ص: 237 ] من بعد ما فتنوا بالعذاب "فتنوا" شامي أي : بعد ما عذبوا المؤمنين ثم أسلموا والإكراه على الكفر ثم جاهدوا المشركين بعد الهجرة وصبروا على الجهاد إن ربك من بعدها من بعد هذه الأفعال وهي الهجرة والجهاد والصبر لغفور لهم لما كان منهم من التكلم بكلمة الكفر تقية رحيم لا يعذبهم على ما قالوا في حالة الإكراه