ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم
224 - ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم العرضة فعلة بمعنى مفعول، كالقبضة، وهي اسم ما تعرضه دون الشيء من عرض العود على الإناء، فيتعرض دونه، ويصير حاجزا ومانعا منه، تقول: فلان عرضة دون الخير، وكان الرجل يحلف على بعض الخيرات من صلة رحم، أو إصلاح ذات بين، أو إحسان إلى أحد، أو عبادة، ثم يقول: أخاف الله أن أحنث في يميني، فيترك البر إرادة البر في يمينه، فقيل لهم: ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم [ ص: 187 ] أي: حاجزا لما حلفتم عليه. وسمي المحلوف عليه يمينا بتلبسه باليمين، كقوله صلى الله عليه وسلم: وقوله: "من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها [فليكفر عن يمينه]". أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس عطف بيان لأيمانكم، أي: للأمور المحلوف عليها التي هي: البر، والتقوى، والإصلاح بين الناس. واللام تتعلق بالفعل، أي: ولا تجعلوا الله لأيمانكم برزخا، ويجوز أن تكون اللام للتعليل، ويتعلق أن تبروا بالفعل، أو بالعرضة، أي: ولا تجعلوا الله لأجل أيمانكم به عرضة; لأن تبروا والله سميع لأيمانكم عليم بنياتكم.