الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

تفسير النسفي

النسفي - عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي

صفحة

جزء

يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا

71 - يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم الحذر والحذر بمعنى، وهو التحرز، وهما كالإثر والأثر، يقال: أخذ حذره، إذا تيقظ، واحترز من المخوف، كأنه جعل الحذر آلته التي يقي بها نفسه، ويعصم بها روحه، والمعنى: احذروا واحترزوا من العدو. فانفروا ثبات فاخرجوا إلى العدو جماعات متفرقة سرية بعد سرية، فالثبات: الجماعات، واحدها: ثبة. أو انفروا جميعا أي: مجتمعين، أو مع النبي صلى الله عليه وسلم; لأن الجمع بدون السمع لا يتم، والعقد بدون الواسطة لا ينتظم، أو فانفروا ثبات إذا لم يعم النفير أو انفروا جميعا إذا عم النفير، و "ثبات" حال، وكذا "جميعا".

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا

71 - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ الْحِذْرُ وَالْحَذَرُ بِمَعْنًى، وَهُوَ التَّحَرُّزُ، وَهُمَا كَالْإِثْرِ وَالْأَثَرِ، يُقَالُ: أَخَذَ حِذْرَهُ، إِذَا تَيَقَّظَ، وَاحْتَرَزَ مِنَ الْمَخُوفِ، كَأَنَّهُ جَعَلَ الْحَذَرَ آلَتَهُ الَّتِي يَقِي بِهَا نَفْسَهُ، وَيَعْصِمُ بِهَا رُوحَهُ، وَالْمَعْنَى: احْذَرُوا وَاحْتَرِزُوا مِنَ الْعَدُوِّ. فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ فَاخْرُجُوا إِلَى الْعَدُوِّ جَمَاعَاتٍ مُتَفَرِّقَةً سَرِيَّةً بَعْدَ سَرِيَّةٍ، فَالثُّبَاتُ: الْجَمَاعَاتُ، وَاحِدُهَا: ثُبَةٌ. أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا أَيْ: مُجْتَمِعِينَ، أَوْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ; لِأَنَّ الْجَمْعَ بِدُونِ السَّمْعِ لَا يَتِمُّ، وَالْعِقْدَ بِدُونِ الْوَاسِطَةِ لَا يَنْتَظِمُ، أَوْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ إِذَا لَمْ يَعُمَّ النَّفِيرُ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا إِذَا عَمَّ النَّفِيرُ، وَ "ثُبَاتٍ" حَالٌ، وَكَذَا "جَمِيعًا".

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث