قوله - عز وجل -:
nindex.php?page=treesubj&link=28797_29294_29497_30180_30355_30359_30549_32026_32409_34274_34306_34308_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين nindex.php?page=treesubj&link=30364_34083_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=131ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون nindex.php?page=treesubj&link=29683_30483_30497_30532_34091_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=132ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130يا معشر الجن والإنس ؛ داخل في القول يوم الحشر؛ والضمير في
[ ص: 463 ] "منكم"؛ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : عمم بظاهره الطائفتين؛ والمراد الواحدة تجوزا؛ وهذا موجود في كلام العرب؛ ومنه قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=22يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ؛ وذلك إنما يخرج من الأجاج؛ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : الضمير عائد على الطائفتين؛ وفي الجن رسل منهم.
قال
القاضي أبو محمد - رحمه الله -: وهذا ضعيف؛ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : الضمير عائد على الطائفتين؛ ولكن رسل الجن هم رسل الإنس؛ فهم رسل الله تعالى بواسطة؛ إذ هم رسل رسله؛ وهم النذر؛ و"يقصون"؛ من "القصص"؛ وقرأ
عبد الرحمن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج : "ألم تأتكم"؛ بالتاء؛ على تأنيث لفظ الرسل.
وقولهم: "شهدنا"؛ إقرار منهم بالكفر؛ واعتراف؛ أي: "شهدنا على أنفسنا بالتقصير"؛ وقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130وغرتهم الحياة الدنيا ؛ التفاتة فصيحة تضمنت أن كفرهم كان بأذم الوجوه لهم؛ وهو الاغترار الذي لا يواقعه عاقل؛ ويحتمل "وغرتهم"؛ أن يكون بمعنى: "أشبعتهم؛ وأطعمتهم بحلوائها"؛ كما يقال: "غر الطائر فرخه"؛ وقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ؛ تظهر بينه وبين ما في القرآن من الآيات التي تقتضي إنكار المشركين الإشراك؛ مناقضة؛ والجمع بينهما هو إما طوائف؛ وإما طائفة واحدة في مواطن شتى؛ وإما أن يريد بقوله ههنا:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130وشهدوا على أنفسهم ؛ شهادة الأيدي؛ والأرجل؛ والجلود؛ بعد إنكارهم بالألسنة.
قال
القاضي أبو محمد - رحمه الله -: واللفظ ههنا يبعد من هذا.
وقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=131ذلك أن لم يكن ؛ الآية؛ "ذلك"؛ يصح أن يكون في موضع رفع؛ على الابتداء؛ والخبر محذوف؛ تقديره: "ذلك الأمر..."؛ ويصح أن يكون في موضع نصب؛ بتقدير: "فعلنا"؛ و"أن"؛ مفعول من أجله؛ و"القرى": المدن؛ والمراد أهل القرى؛ و"بظلم"؛ يتوجه فيه معنيان: أحدهما أن الله - عز وجل - لم يكن ليهلك المدن دون نذارة؛ فيكون ظلما لهم إذا لم ينذرهم؛ والله تعالى ليس بظلام للعبيد؛ والآخر أن الله - عز
[ ص: 464 ] وجل - لم يهلك أهل القرى بظلم؛ إذ ظلموا؛ دون أن ينذرهم؛ وهذا هو البين القوي؛ وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري - رحمه الله - التأويلين.
وقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=132ولكل درجات ؛ الآية؛ إخبار من الله - عز وجل - أن المؤمنين في الآخرة على درجات من التفاضل؛ بحسب أعمالهم؛ وتفضل الله تعالى عليهم؛ والمشركين أيضا على درجات من العذاب.
قال
القاضي أبو محمد - رحمه الله -: ولكن كل مؤمن قد رضي بما أعطي غاية الرضا.
وقرأت الجماعة - سوى
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر -: "يعملون"؛ على لفظ "كل"؛ وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر وحده: "تعملون"؛ على المخاطبة بالتاء.
قَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -:
nindex.php?page=treesubj&link=28797_29294_29497_30180_30355_30359_30549_32026_32409_34274_34306_34308_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ nindex.php?page=treesubj&link=30364_34083_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=131ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29683_30483_30497_30532_34091_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=132وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ ؛ دَاخِلٌ فِي الْقَوْلِ يَوْمَ الْحَشْرِ؛ وَالضَّمِيرُ فِي
[ ص: 463 ] "مِنْكُمْ"؛ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : عُمِّمَ بِظَاهِرِهِ الطَّائِفَتَيْنِ؛ وَالْمُرَادُ الْوَاحِدَةُ تَجَوُّزًا؛ وَهَذَا مَوْجُودٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=22يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ؛ وَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْرُجُ مِنَ الْأُجَاجِ؛ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ : اَلضَّمِيرُ عَائِدٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْنِ؛ وَفِي الْجِنِّ رُسُلٌ مِنْهُمْ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: وَهَذَا ضَعِيفٌ؛ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : اَلضَّمِيرُ عَائِدٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْنِ؛ وَلَكِنَّ رُسُلَ الْجِنِّ هُمْ رُسُلُ الْإِنْسِ؛ فَهُمْ رُسُلُ اللَّهِ تَعَالَى بِوَاسِطَةٍ؛ إِذْ هُمْ رُسُلُ رُسُلِهِ؛ وَهُمُ النُّذُرُ؛ وَ"يَقُصُّونَ"؛ مِنْ "اَلْقَصَصُ"؛ وَقَرَأَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ nindex.php?page=showalam&ids=13723الْأَعْرَجُ : "أَلَمْ تَأْتِكُمْ"؛ بِالتَّاءِ؛ عَلَى تَأْنِيثِ لَفْظِ الرُّسُلِ.
وَقَوْلُهُمْ: "شَهِدْنَا"؛ إِقْرَارٌ مِنْهُمْ بِالْكُفْرِ؛ وَاعْتِرَافٌ؛ أَيْ: "شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا بِالتَّقْصِيرِ"؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ؛ اِلْتِفَاتَةٌ فَصِيحَةٌ تَضَمَّنَتْ أَنَّ كُفْرَهُمْ كَانَ بِأَذَمِّ الْوُجُوهِ لَهُمْ؛ وَهُوَ الِاغْتِرَارُ الَّذِي لَا يُوَاقِعُهُ عَاقِلٌ؛ وَيَحْتَمِلُ "وَغَرَّتْهُمُ"؛ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى: "أَشْبَعَتْهُمْ؛ وَأَطْعَمَتْهُمْ بِحَلْوَائِهَا"؛ كَمَا يُقَالُ: "غَرَّ الطَّائِرُ فَرْخَهُ"؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ؛ تَظْهَرُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا فِي الْقُرْآنِ مِنَ الْآيَاتِ الَّتِي تَقْتَضِي إِنْكَارَ الْمُشْرِكِينَ الْإِشْرَاكَ؛ مُنَاقَضَةٌ؛ وَالْجَمْعُ بَيْنَهُمَا هُوَ إِمَّا طَوَائِفُ؛ وَإِمَّا طَائِفَةٌ وَاحِدَةٌ فِي مَوَاطِنَ شَتَّى؛ وَإِمَّا أَنْ يُرِيدَ بِقَوْلِهِ هَهُنَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ؛ شَهَادَةَ الْأَيْدِي؛ وَالْأَرْجُلِ؛ وَالْجُلُودِ؛ بَعْدَ إِنْكَارِهِمْ بِالْأَلْسِنَةِ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: وَاللَّفْظُ هَهُنَا يَبْعُدُ مِنْ هَذَا.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=131ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ ؛ اَلْآيَةَ؛ "ذَلِكَ"؛ يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ؛ عَلَى الِابْتِدَاءِ؛ وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ؛ تَقْدِيرُهُ: "ذَلِكَ الْأَمْرُ..."؛ وَيَصِحُّ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ؛ بِتَقْدِيرِ: "فَعَلْنَا"؛ وَ"أَنْ"؛ مَفْعُولٌ مِنْ أَجْلِهِ؛ وَ"اَلْقُرَى": اَلْمُدُنُ؛ وَالْمُرَادُ أَهْلُ الْقُرَى؛ وَ"بِظُلْمٍ"؛ يُتَوَجَّهُ فِيهِ مَعْنَيَانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَمْ يَكُنْ لِيُهْلِكَ الْمُدُنَ دُونَ نَذَارَةٍ؛ فَيَكُونَ ظُلْمًا لَهُمْ إِذَا لَمْ يُنْذِرْهُمْ؛ وَاللَّهُ تَعَالَى لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ؛ وَالْآخَرُ أَنَّ اللَّهَ - عَزَّ
[ ص: 464 ] وَجَلَّ - لَمْ يُهْلِكْ أَهْلَ الْقُرَى بِظُلْمٍ؛ إِذْ ظَلَمُوا؛ دُونَ أَنْ يُنْذِرَهُمْ؛ وَهَذَا هُوَ الْبَيِّنُ الْقَوِيُّ؛ وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - التَّأْوِيلَيْنِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=132وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ ؛ اَلْآيَةَ؛ إِخْبَارٌ مِنَ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْآخِرَةِ عَلَى دَرَجَاتٍ مِنَ التَّفَاضُلِ؛ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ؛ وَتَفَضُّلِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ؛ وَالْمُشْرِكِينَ أَيْضًا عَلَى دَرَجَاتٍ مِنَ الْعَذَابِ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: وَلَكِنَّ كُلَّ مُؤْمِنٍ قَدْ رَضِيَ بِمَا أُعْطِيَ غَايَةَ الرِّضَا.
وَقَرَأَتِ الْجَمَاعَةُ - سِوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابْنِ عَامِرٍ -: "يَعْمَلُونَ"؛ عَلَى لَفْظِ "كُلٍّ"؛ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابْنُ عَامِرٍ وَحْدَهُ: "تَعْمَلُونَ"؛ عَلَى الْمُخَاطَبَةِ بِالتَّاءِ.