قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين
قال مستعطفا لهم ومستميلا لقلوبهم ، مع ما سمع منهم ما سمع من الكلمة الشنعاء ، الموجبة لتغليظ القول والمشافهة بالسوء .
يا قوم ليس بي سفاهة ; أي : شيء منها ولا شائبة من شوائبها .
ولكني رسول من رب العالمين استدراك مما قبله باعتبار ما يستلزمه ويقتضيه من كونه في الغاية القصوى ، من الرشد والأناة ، والصدق والأمانة ، فإن الرسالة من جهة رب العالمين موجبة لذلك حتما ، كأنه قيل : ليس بي شيء مما نسبتموني إليه ، ولكني في غاية ما يكون من الرشد والصدق .
ولم يصرح بنفي الكذب اكتفاء بما في حيز الاستدراك ، و" من " لابتداء الغاية مجازا ، متعلقة بمحذوف وقع صفة لرسول ، مؤكدة لما أفاده التنوين من الفخامة الذاتية بالفخامة الإضافية .