ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم .
ربنا وابعث فيهم : أي: في الأمة المسلمة [ ص: 162 ]
رسولا منهم ؛ أي: من أنفسهم؛ فإن البعث فيهم لا يستلزم البعث منهم؛ ولم يبعث من ذريتهما غير النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فهو الذي أجيب به دعوتهما - عليهما السلام -؛ روي أنه قيل له: قد استجيب لك؛ وهو في آخر الزمان؛ قال - عليه الصلاة والسلام -: إبراهيم؛ وبشرى عيسى؛ ورؤيا أمي"؛ وتخصيص "أنا دعوة أبي إبراهيم - عليه السلام - بالاستجابة له؛ لما أنه الأصل في الدعاء؛ وإسماعيل تبع له - عليه السلام -؛ يتلو عليهم آياتك ؛ يقرأ عليهم؛ ويبلغهم ما يوحى إليه من البينات؛ ويعلمهم ؛ بحسب قوتهم النظرية؛ الكتاب ؛ أي القرآن؛ والحكمة ؛ وما يكمل به نفوسهم من أحكام الشريعة؛ والمعارف الحقة؛ ويزكيهم ؛ بحسب قوتهم العملية؛ أي: يطهرها عن دنس الشرك؛ وفنون المعاصي؛ إنك أنت العزيز ؛ الذي لا يقهر؛ ولا يغلب على ما يريد؛ الحكيم ؛ الذي لا يفعل إلا ما تقتضيه الحكمة؛ والمصلحة؛ والجملة تعليل للدعاء؛ وإجابة المسؤول؛ فإن وصف الحكمة مقتض لإفاضة ما تقتضيه الحكمة من الأمور التي من جملتها بعث الرسول - عليه الصلاة والسلام -؛ ووصف العزة مستدع لامتناع وجود المانع بالمرة.