إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون
إن الذين آمنوا أي: بكل ما يجب أن يؤمن [ ص: 198 ] به، فيندرج تحته ما نحن بصدده من الإيمان بالقرآن الذي عبر عنه بالكون على بينة من الله، وإنما يحصل ذلك باستماع الوحي والتدبر فيه، ومشاهدة ما يؤدي إلى ذلك في الأنفس والآفاق، أو فعلوا الإيمان، كما في يعطي ويمنع.
وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أي: اطمأنوا إليه وانقطعوا إلى عبادته بالخضوع والتواضع من الخبت، وهي الأرض المطمئنة، ومعنى أخبت دخل في الخبت، كأتهم وأنجد دخل في تهامة ونجد أولئك المنعوتون بتلك النعوت الجميلة أصحاب الجنة هم فيها خالدون دائمون، وبعد بيان تباين حاليهما عقلا أريد بيان تباينهما حسا فقيل.