[ ص: 258 ] قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون
قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة أي: والحال أنا جماعة كثيرة جديرة بأن يعصب بنا الأمور العظام، وتكفي الخطوب بآرائنا وتدبيراتنا، واللام الداخلة على الشرط موطئة للقسم، وقوله: إنا إذا لخاسرون جواب مجزئ عن الجزاء، أي: لهالكون ضعفا وخورا وعجزا، أو مستحقون للهلاك، إذ لا غناء عندنا ولا جدوى في حياتنا، أو مستحقون لأن يدعى علينا بالخسار والدمار، ويقال: خسرهم الله تعالى ودمرهم حيث أكل الذئب بعضهم وهم حضور، وقيل: إن لم نقدر على حفظه - وهو أعز شيء عندنا - فقد هلكت مواشينا إذن وخسرناها، وإنما اقتصروا على جواب خوف يعقوب - عليه السلام - من أكل الذئب؛ لأنه السبب القوي في المنع دون الحزن لقصر مدته بناء على أنهم يأتون به عن قريب.