يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار
يا صاحبي السجن أي: يا صاحبي في السجن، كما تقول: يا سارق الليلة، ناداهما بعنوان الصحبة في مدار الأشجان، ودار الأحزان التي تصفو فيها المودة وتخلص النصيحة؛ ليقبلا عليه ويقبلا مقالته، وقد ضرب لهما مثلا يتضح به الحق عندهما حق اتضاح فقال: أأرباب متفرقون لا ارتباط بينهم ولا اتفاق، يستعبدكما كل منهم حسبما أراد غير مراقب للآخرين مع عدم استقلاله خير لكما أم الله المعبود بالحق الواحد المتفرد بالألوهية القهار الغالب الذي لا يغالبه أحد، وبعدما نبههما على فساد تعدد الأرباب بين لهما سقوط آلهتهما عن درجة الاعتبار رأسا فضلا عن الألوهية، فقال معمما للخطاب لهما ولمن على دينهما: