قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم
قال اجعلني على خزائن الأرض أي: أرض مصر ، أي: ولني أمرها من الإيراد والصرف إني حفيظ لها ممن لا يستحقها عليم بوجوه التصرف فيها، وفيه دليل على جواز طلب الولاية إذا كان الطالب ممن يقدر على إقامة العدل وإجراء أحكام الشريعة، وإن كان من يد الجائر أو الكافر.
وعن أنه أسلم الملك على يده [ ص: 287 ] عليه السلام، ولعل إيثاره - عليه السلام - لتلك الولاية خاصة إنما كان للقيام بما هو أهم أمور السلطنة - إذ ذاك - من تدبير أمر السنين، حسبما فصل في التأويل لكونه من فروع تلك الولاية لمجرد عموم الفائدة وجموم العائدة - كما قيل - وإنما لم يذكر إجابة الملك إلى ما سأله - عليه السلام - من جعله على خزائن الأرض؛ إيذانا بأن ذلك أمر لا مرد له غني عن التصريح به، لا سيما بعد تقديم ما يندرج تحته من أحكام السلطنة بحذافيرها من قوله: مجاهد "إنك اليوم لدينا مكين أمين" وللتنبيه على أن كل ذلك من الله عز وجل، وإنما الملك آلة في ذلك قيل: