nindex.php?page=treesubj&link=28983_28723_30945_31896_34407nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم فلما آتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66قال لن أرسله معكم بعدما عاينت منكم ما عاينت
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66حتى تؤتون موثقا من الله أي: ما أتوثق به من جهة الله - عز وجل - وإنما جعله موثقا منه تعالى؛ لأن تأكيد العهود به مأذون فيه من جهته تعالى، فهو إذن منه - عز وجل -
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66لتأتنني به جواب القسم، إذ المعنى حتى تحلفوا بالله لتأتنني به
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66إلا أن يحاط بكم أي: إلا أن تغلبوا فلا تطيقوا به، أو إلا أن تهلكوا، وأصله من إحاطة العدو، فإن من أحاط به العدو فقد هلك غالبا، وهو استثناء من أعم الأحوال، أو أعم العلل على تأويل الكلام بالنفي الذي ينساق إليه، أي: لتأتنني به ولا تمتنعن منه في حال من الأحوال، أو لعلة من العلل إلا حال الإحاطة بكم، أو لعلة الإحاطة بكم، ونظيره قولهم: أقسمت عليك لما فعلت وإلا فعلت، أي: ما أريد منك إلا فعلك.
وقد جوز الأول بلا تأويل أيضا، أي: لتأتنني به على كل حال إلا حال الإحاطة بكم، وأنت تدري أنه حيث لم يكن الإتيان به من الأفعال الممتدة الشاملة للأحوال على سبيل المعية - كما في قولك: لألزمنك إلا أن تعطيني حقي، ولم يكن مراده عليه السلام مقارنته على سبيل البدل - لما عدا الحال المستثناة، كما إذا قلت: صل إلا أن تكون
[ ص: 292 ] محدثا، بل مجرد تحققه ووقوعه من غير إخلال به، كما في قولك: لأحجن العام إلا أن أحصر، فإن مرادك إنما هو الإخبار بعدم منع ما سوى حال الإحصار عن الحج إلا الإخبار بمقارنته لتلك الأحوال على سبيل البدل، كما هو مرادك في مثال الصلاة، كأن اعتبار الأحوال معه من حيث عدم منعها منه فآل المعنى إلى التأويل المذكور.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66فلما آتوه موثقهم عهدهم من الله حسبما أراد
يعقوب - عليه السلام -
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66قال الله على ما نقول أي: على ما قلنا في أثناء طلب الموثق وإيتائه من الجانبين، وإيثار صيغة الاستقبال لاستحضار صورته المؤدي إلى تثبتهم ومحافظتهم على تذكره ومراقبته
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66وكيل مطلع رقيب، يريد به عرض ثقته بالله تعالى، وحثهم على مراعاة ميثاقهم.
nindex.php?page=treesubj&link=28983_28723_30945_31896_34407nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهِ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ بَعْدَمَا عَايَنْتُ مِنْكُمْ مَا عَايَنْتُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ أَيْ: مَا أَتَوَثَّقُ بِهِ مِنْ جِهَةِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَإِنَّمَا جَعَلَهُ مَوْثِقًا مِنْهُ تَعَالَى؛ لِأَنَّ تَأْكِيدَ الْعُهُودِ بِهِ مَأْذُونٌ فِيهِ مِنْ جِهَتِهِ تَعَالَى، فَهُوَ إِذْنٌ مِنْهُ - عَزَّ وَجَلَّ -
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66لَتَأْتُنَّنِي بِهِ جَوَابُ الْقَسَمِ، إِذِ الْمَعْنَى حَتَّى تَحْلِفُوا بِاللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66إِلا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ أَيْ: إِلَّا أَنْ تُغْلَبُوا فَلَا تُطِيقُوا بِهِ، أَوْ إِلَّا أَنْ تُهْلَكُوا، وَأَصْلُهُ مِنْ إِحَاطَةِ الْعَدُوِّ، فَإِنَّ مَنْ أَحَاطَ بِهِ الْعَدُوُّ فَقَدْ هَلَكَ غَالِبًا، وَهُوَ اسْتِثْنَاءٌ مِنْ أَعَمِّ الْأَحْوَالِ، أَوْ أَعَمِّ الْعِلَلِ عَلَى تَأْوِيلِ الْكَلَامِ بِالنَّفْيِ الَّذِي يَنْسَاقُ إِلَيْهِ، أَيْ: لَتَأْتُنَّنِي بِهِ وَلَا تَمْتَنِعُنَّ مِنْهُ فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ، أَوْ لِعِلَّةٍ مِنَ الْعِلَلِ إِلَّا حَالَ الْإِحَاطَةِ بِكُمْ، أَوْ لِعِلَّةِ الْإِحَاطَةِ بِكُمْ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُمْ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَمَا فَعَلْتَ وَإِلَّا فَعَلْتَ، أَيْ: مَا أُرِيدُ مِنْكَ إِلَّا فِعْلَكَ.
وَقَدْ جُوِّزَ الْأَوَّلُ بِلَا تَأْوِيلٍ أَيْضًا، أَيْ: لَتَأْتُنَّنِي بِهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ إِلَّا حَالَ الْإِحَاطَةِ بِكُمْ، وَأَنْتَ تَدْرِي أَنَّهُ حَيْثُ لَمْ يَكُنِ الْإِتْيَانُ بِهِ مِنَ الْأَفْعَالِ الْمُمْتَدَّةِ الشَّامِلَةِ لِلْأَحْوَالِ عَلَى سَبِيلِ الْمَعِيَّةِ - كَمَا فِي قَوْلِكَ: لَأَلْزَمَنَّكَ إِلَّا أَنْ تُعْطِيَنِي حَقِّي، وَلَمْ يَكُنْ مُرَادُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مُقَارَنَتَهُ عَلَى سَبِيلِ الْبَدَلِ - لَمَا عَدَا الْحَالَ الْمُسْتَثْنَاةَ، كَمَا إِذَا قُلْتَ: صَلِّ إِلَّا أَنْ تَكُونَ
[ ص: 292 ] مُحْدِثًا، بَلْ مُجَرَّدُ تَحَقُّقِهِ وَوُقُوعِهِ مِنْ غَيْرِ إِخْلَالٍ بِهِ، كَمَا فِي قَوْلِكَ: لَأَحُجَّنَّ الْعَامَ إِلَّا أَنْ أُحْصَرَ، فَإِنَّ مُرَادَكَ إِنَّمَا هُوَ الْإِخْبَارُ بِعَدَمِ مَنْعِ مَا سِوَى حَالِ الْإِحْصَارِ عَنِ الْحَجِّ إِلَّا الْإِخْبَارُ بِمُقَارَنَتِهِ لِتِلْكَ الْأَحْوَالِ عَلَى سَبِيلِ الْبَدَلِ، كَمَا هُوَ مُرَادُكَ فِي مِثَالِ الصَّلَاةِ، كَأَنَّ اعْتِبَارَ الْأَحْوَالِ مَعَهُ مِنْ حَيْثُ عَدَمُ مَنْعِهَا مِنْهُ فَآلَ الْمَعْنَى إِلَى التَّأْوِيلِ الْمَذْكُورِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ عَهْدَهُمْ مِنَ اللَّهِ حَسْبَمَا أَرَادَ
يَعْقُوبُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ أَيْ: عَلَى مَا قُلْنَا فِي أَثْنَاءِ طَلَبِ الْمَوْثِقِ وَإِيتَائِهِ مِنَ الْجَانِبَيْنِ، وَإِيثَارُ صِيغَةِ الِاسْتِقْبَالِ لِاسْتِحْضَارِ صُورَتِهِ الْمُؤَدِّي إِلَى تَثَبُّتِهِمْ وَمُحَافَظَتِهِمْ عَلَى تَذَكُّرِهِ وَمُرَاقَبَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66وَكِيلٌ مُطَّلِعٌ رَقِيبٌ، يُرِيدُ بِهِ عَرْضَ ثِقَتِهِ بِاللَّهِ تَعَالَى، وَحَثَّهُمْ عَلَى مُرَاعَاةِ مِيثَاقِهِمْ.